لا يأس مع الحياة



قبل أسبوع أثناء فسحتي على احد سلاسل كاليفورنيا الجبلية شاهدت موقف عجيب احببت ان اوثقه للذكرى. قمة الجبل حوالي 300 متر من الوادي. صعدت الجبل ببطئ من الجانب الجنوبي حيث تتبعت احد الممرات الترابية المتعرجة حتى وصلت القمة. وجدت في القمة طفل ربما يكون عمره سبعة او ثمانية اعوام وملامحه شرق اسيوية. استغربت الموقف لانه بدى لي وحيدا في هذا المكان المعزول. في تلك اللحظة تلاشت نشوة الإنجاز وحل مكانها استعجاب من الموقف واعجاب بالطفل. ليس من السهل الوصول هنا خصوصا لطفل أعزل. بدأت الهبوط من الناحية الشمالية بحذر فالمنحدر في هذه الجهة أشد حدة. بعد قليل قابلتني سيدة شرق اسيوية تتسلق الجبل باتجاه القمة. كانت السيدة في اواخر العشرينات من العمر او اوائل الثلاثينيات. قلت هذه ام الطفل. بطل العجب حينها فالطفل يتسلق الجبل مع امه. ثم واصلت الهبوط في الدرب المتعرج حتى قابلتني سيدة آسيوية اخرى ايضا تصعد للقمة ولكنها اكبر سنا، ربما في اواخر الخمسينيات او اوائل الستينيات. الآن عاودني العجب. التقيت بطفل في القمة ثم بأمه في الثلث الأعلى من الجبل ثم بجدته في الثلث الاوسط من الجبل؟ واصلت الهبوط حتى صرت في الثلث الاخير من الجبل وإذا بشيخ وشيخة من شرق اسيا ايضا في اواخر الثمانينيات او اوائل التسعينيات من العمر.في هذه اللحظة غلب فضولي خجلي فسالتهم عن الطفل والسيديتين، فأجابوا ان الطفل حفيدهما الاصغر والسيدتين حفيدتهما وابنتهما. قالوا لي ان هذه من سنن العائلة ظلوا يمارسونها منذ عشرات السنين وسيظلون يمارسونها إلى ما شاء الله. سألتهما هل ستصلون للقمة؟ قالا أن اجسادهم لم تعد تستطيع ايصالهما للقمة ولكن يحاولان بذل أقصى جهدهما لاكمال الثلث الأول. تمنيت لهما حظا موفقا وواصلت الهبوط. موقف الهمني عدم الاستسلام للظروف وتقديم كل المستطاع دوما.


من قمة الجبل. جنوب كاليفورنيا


تعليقات

المشاركات الشائعة