اي نظام حكم نريد؟
ما اظن مشكلتنا تكمن في الاختيار الخطا لنظام حكم. اظن علتنا فشل التنفيذ الجيد لاي نظام حكم. الامم المتقدمة فيها كل انواع انظمة الحكم. فيها برلماني وفيها رئاسي فيها راس مالي وفيها اشتراكي فيها فدرالي وفيها مركزي فيها ديمقراطي وفيها حتى شمولي. ما اظن في نظام اوحد هو الناجح والباقيين فشلة. في معادلات رياضية كتيرة عندها اجوبة متعددة وكلها اجوبة صحيحة.
المطلوب ليس اختراع نظرية جديدة في الحوكمة. النظريات كثيرة والتجارب متراكمة وليس هناك حوجة لاعادة اكتشاف ما تم اكتشافه. كل المطلوب تبني نظام معقول لا يتعارض مع واقعنا وهذا الجزء السهل، ومن ثم انزاله على ارض الواقع باحتراف ومهنية وانضباط وهنا مربط الفرس.
لكن الذي يحدث مرارا انه قبل ان يجف الحبر الذي كتبت به القوانين وفصلت به الانظمة، يبدا الناس في الانحراف عن النظام والقانون. وعندما تحدث المساءلة يقولون يجب ان نكون براجماتيين ومرنين لمواكبة الحوادث والمستجدات. ومن هنا يبدا الانزلاق نحو الفوضى فتتصدع المؤسسية وتنهار التجربة. ثم يبدا المثقفون في نقد الفكرة والنظام ويقولون ان اختيار نظام الحكم كان اختيار خاطئ في حين ان الاشكال ليس في النظام انما في الانحراف عن النظام.
الان نحن مثل الكلب الذي يدور حول نفسه لمحاولة اللحاق بذيله. حالنا كحال عقرب الساعة يبدا بثورة عظيمة عند الساعة الثانية عشرة، ثم ديموقراطية مشوهة عند الثالثة، ثم انقلاب عسكري عند السادسة، ثم انتخابات مراسمية بحزب شمولي عند التاسعة، ثم ثورة مجيدة عند الثانية عشرة. علينا ان نتوقف عن الانهماك في اعادة اختراع الدولاب، ثم علينا ان ناخذ نفسا عميقا ثم علينا ان نشمر عن سواعدنا ثم علينا ان نبدا العمل للهروب من جاذبية الفشل هذه.
تعليقات
إرسال تعليق