عبير عوض: رسائل مهمة الى من يهمه الامر
نيابة عن كل سوداني يحب بلده، اتقدم لك بابلغ عبارات الشكر والعرفان عما تعكسينه في مدونتك المرئية من صور ايجابية عن السودان وأهله. لقد انتجتي وما زلتي تنتجين اقوى دعاية واصدح اعلان للسودان وأهله. بتفاؤلك وايجابيتك وبراعتك في الإخراج بقيتي السودان حلو "شدييد"!
اصدقك القول ان انطباعي الاول عن مدوناتك كان سلبيا. والسبب ان مدوناتك تخبيء الحقائق وتغطي العيوب. هذه هي الحقيقة التي تعلمينها انتي و يعلمها كل من عاش في السودان او زاره. لاحظت مثلا كيف أنك عندما تصورين الشوارع تؤطرين المناظر بحيث لا يظهر سطح الارض في الصورة فكلنا يعلم كم هي قبيحة شوارع الخرطوم بارصفتها المتهدمة واتربتها المتراكمة و قاذوراتها المبعثرة. ولكن بمهاراتك في التصوير و الاخراج تجعلينها تبدو نظيفة مثلها مثل اي عاصمة من عواصم العالم المحترمة. هذا "التجميل" بدا لي في الوهلة الاولى مضر بالسودان لانه يعطي السودانيين احساس كاذب بالانجاز. لكنني بعد برهة ادركت انك على صواب وانني على خطا.
الفرق بيننا انني انظر للخرطوم كما هي الان، بينما انتي تنظرين للخرطوم كما يمكن ان تكون. انك تروجين لرؤية ولالهام بأن الخرطوم من الممكن ان تصبح جميلة بقليل من الارادة والجهد وهذه رسالة قوية. انك تتنبئين بمستقبل مزهر للخرطوم، والتنبوءات كما تعلمين تحقق ذاتها لو آمن بها الناس. اتمنى من كل قلبي ان يؤمن السودانيون بنبوءتك ويحولوها لحقيقة. اهنئك شديد شديد بهذه الروح المفعمة بالتفاؤل والايجابية.
الى اولياء الامر في الدولة
اعلم انكم الان مشغولون بتقاسم المناصب وتوزيع الحصص على الشركاء وليس لديكم وقت تضيعونه في خدمة الناس، لكن سوف اوجه الرسالة على كل حال لابراء الذمة وإرضاء الضمير. ان الدعاية الإيجابية التي تقدمها عبير عوض للسودان وأهله ولجامعة إفريقيا لا يمكن تجاهلها. لا احتاج ان اوضح لكم الفوائد التي تعود على السودان عموما وعلى جامعة افريقيا خصوصا من هذه المدونات المرئية لانكم جميعا ذوو علم غزير وترحال كثير وتعلمون كيف تتنافس الدول على الترويج لذاتها، لكن احب ان اذكر لان الذكرى تنفع المؤمنين
إن ما ترونه في هذه المدونات هو ليس الواقع ولكنه المشروع والهدف. ابذلوا كل ما اوتيتم من عزم ليتحول المشروع الى واقع ملموس يراه الناس على الارض وليس في مقاطع الفيديو الممنتجه فقط.
ان هذه الدعاية تجذب الكثيرين من الخارج ليأتوا بدولاراتهم ويورواتهم للسودان. هذه الدولارات التي نستجدي الدول والمؤسسات ليتصدقوا لنا بها نستطيع ان نتحصل عليها بدون ان ندفع مقابلها كرامتنا وكبريائنا. السياحة الدراسية استثمار مجدي يعود بالنفع على الجامعات والسودان ككل. لذلك ارجو ان تسخروا لعبير كل الوسائل لمواصلة هذا العمل ودعمها ماديا ومعنويا لكي تستطيع ان تكمل رسالتها.
عندما سحبت الحكومة الجنسية من السوريين حزنت بعمق. ذلك لأن عندي قناعة عميقة ان حوجة السودان للمهاجرين أكبر من حوجة المهاجرين للسودان. فالمهاجرون بغض النظر عن مؤهلاتهم العلمية يجلبون معهم تجارب وثقافات جديدة تثري مجتمعنا. عبير عوض انصع مثال على ذلك: جلبت معها ايجابية المصريين وبراعتهم في الاخراج وهذه خصال نفتقرها شديد في مجتمعنا. سيقول البعض ان بعض المهاجرين يجلبون الجريمة والفساد للبلد. في هذه الحالة فلنسحب الجنسية من المجرمين فحسب وهم بالتاكيد اقلية. ارجو من السلطات التأني وإعمال العقل في اتخاذ القرارات والا ماكان هناك داعي للثورة.
الى اهلي الحنان أبناء الوطن
ودي اهم رسالة لانو الشعب أهم مكون في الوصفة وانشط عنصر في المعادلة. مافي خبز بدون طحين مهما كان الخباز حريف.
عندنا عبارة مشهورة في السودان بتقول: السودان حلو بي ناسوا. وصيتي لي ناس السودان الطيبين: وروا عبير حلاتنا. لو شفتوها في الشارع ما تكشوا من كاميرتها، اقبلوا عليها وادوها ابتسامة عريضة وجواجة تخلي من يشوفها في الشاشة يبتسم عفويا. ولما الكورونا تنتهي اعزموها في بيوتكم ووروها كرم ضيافتنا وعوسوا ليها الكسرات وجقجقوا ليها الحلل وخلوها توثق لينا صفراتنا بي عصايدها وقراريصها وملاحاتها وخضاراتها، وبي مشروباتها من حلو مرات وجنقليزات وشربوتات وما تنسوا الشاي في كبابي المستكة ورصوا ليها فناجين الجبنة وولعوا ليها بخور الصندل عشان تتم الصورة ويكتمل المشهد.
النقطة الاهم اني بستجديكم تأمنوا برؤية عبير وتصدقوا بنبوءتها. آمنوا ان الخرطوم نظيفة وسمحة وصدقوا انها عروس النيل واقنعوا نفسكم ان كل من يزور حبابه عشرة وان كل من يغادر يخطط متى يعود قبل ان يغادر. الحكمة بتقول انو لما الواقع والتوقع يتكافؤوا الركود حايسود. وعشان تحصل حركة وتغيير حقيقي لازم الواحد يكفر بالواقع ويؤمن بي عالم موازي فيه شوارع الخرطوم بترقش نظافة وطرقاتها حلوة مضيافة وان الناس خلت الانانية والغتاته وان كل تلاته بقت في حتاته. ولما الايمان ده يوقر في قلوبنا ويعشعش جواها حا يقوم العمل يصدق الإيمان وتتحقق النبوءة، وكلنا عارفين كم نحن محتاجين تتحقق النبوءة.
النقطة الاهم انه النظافة والجمال مرتبطين بسمعتنا وكرامتنا. ما عاوز اوصف كل السمعتوا من اجانب في السودان عن انطباعاتهم لما يوسوسوا لي بعض بالانجليزي وهم مفتركين اني ما فاهمهم. كلامهم بيجرح كرامتي شديد. طبعا لما تسالهم في وشهم بيقولوا كلام حلو وايجابي وده لانهم في الغالب ناس ظريفين وما بحبوا يزعلوا حد لكن الفي الباطن معروف. ليه نحرج نفسنا كده مع الأجانب؟
المافاهمين حاجة حا يقولوا ليك نظافة شنو البتتكلم عنها والبلد مافيها عيش وبنزين. الحاجة الما واقعة ليهم ان النظافة بتجيب العيش والبنزين، وان النظافة والجمال بيلهموا الابداع وان الابداع سلعة غالية بتتنافس عليها الدول. وان النظافة والجمال بيرفعوا المعنويات وان المعنويات بتساعد الانتاجية والانتاج. وان الجمال والنظافة بتجيب المستثمر لانه المستثمر زيه زي المواطن، بيتشجع لما البيئة حوله تكون مشجعه لكن فرقه من المواطن انو لما البيئة تكون محطبة المستثمر ما بيحبط، فقط بيشيل دولاراته ويستثمرها في مكان تاني اجمل وانظف. وده حال كل السواح سواء كان غرض السياحة ترفيهي او معلوماتي.
تعليقات
إرسال تعليق